شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
184452 مشاهدة print word pdf
line-top
عظم خلق السموات والأرضين يدل على عظم من خلقها

...............................................................................


ثم تكاثرت الأحاديث في عظم خلق هذه السماوات، وكذلك الأرضين ورد أيضًا عددها وإن كنا لا نعلم أين الباقي؟ نحن على أرض واحدة، ولا ندري أين بقية الأراضي التي قال: وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ لا يحيط بها ولا يعرف مكانها إلا خالقها كذلك أيضًا السماوات السبع سماء فوق سماء. قد أخبر الله تعالى بأن في كل سماء من يعمرها في حديث أبي سعيد الذي في كتاب التوحيد يقول: لو أن السماوات السبع وعامريهن والأرضين السبع في كفة؛ ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله دليل على أن هناك سبع سماوات، وسبع أرضين، وكذلك أيضًا الأدلة التي دلت على عظمها أن كثف كل سماء يعني غلظها مسيرة خمسمائة سنة، وأن ما بين كل سماءين مسيرة خمسمائة سنة. معناه أن من السماء الدنيا إلى السماء السابعة مسيرة سبعة آلاف سنة، وإذا قلنا أيضًا: إن الأرضين كذلك فإنها مسيرة سبعة آلاف أي من الأرض السفلى إلى السماء العليا مسيرة أربعة عشر ألف سنة، وهكذا ما ذكر الله وما ذكر في الأحاديث فوق هذه المخلوقات أن فوق السماوات بحر من أسفله إلى أعلاه كما بين سماء إلى سماء، وأن فوق ذلك الكرسي ....
كذلك الملائكة الذين هم حملة العرش. ورد أنهم على هيئة على خلقة أوعال ما بين أظلافهم إلى ركبهم مسيرة خمسمائة سنة، وكذلك ما فوق ذلك لا شك أن هذا دليل على عظمة هذه المخلوقات، ثم إن هذه العظمة صغيرة بالنسبة إلى الكرسي الذي ورد أن الكرسي موضع القدمين، وورد أنه كالمرقاة بين يدي العرش كالمرقاة التي تكون بين يدي العرش.

line-bottom